عدد السكان
ويعيشوا أساسًا في قرى واقعة على ضفاف أنهار جنوب شرق جنوب السودان وكذلك في جنوب غرب إثيوبيا، خصوصًا في منطقة جامبيلا.
ويتراوح عدد أفراد الجماعة العرقية بين 300,000 و 350,000 نسمة
وتشتهر قبيلة " آنيواك " في جنوب افريقيا بلون بشرتهم السمراء والتي تعتبر من أجمل القبائل بلون البشرة المميز.
نساء من الأنواك ببشرتهم السمراء الجميلة |
الموقع الجغرافي
تقع أرض قبيلة الأنواك على امتداد نهر السوباط وفرعيه نهري بارو واكوبو وتمتد أراضيهم شرقًا حتى اقليم جامبيلا بأثيوبيا إلى مثلث أليمي جنوبًا، أما الآن فمعظم هذه الأراضي يحتلها النوير بعد هجراتهم في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حيث يقطن بمناطقهم السابقة والتي كانوا يستقرون بها النوير أو الدينكا مثل منطقة (أبونق، أدونق، أكوبو...).
و يقطن معظمهم في مناطق بوشلا واكوبو شرق ولاية جونقلي بالقرب من حدود أثيوبيا في اقليم جامبيلا بأثيوبيا، بعد ترسيم الحدود السودانية وفي عام 1902م تم تقسيم قبيلة الانواك الى قسمين بواسطة الادارة البريطانية مع إثيوبيا انقسمت إلى قسم بالسودان والآخر بأثيوبيا.
الموقع الجغرافي لجامبيلا في وسط الصورة بين إثيوبيا وجنوب السودان |
النشاط الاقتصادي
وبسبب الظروف البيئية الخاصة بوجود أراضي الانواك على سفح الهضبة الاثيوبية والتي تعتبر منطقة بها مستنقعات وسافنا غنية، وهطول الأمطار السنوية التي تبلغ (800) ملليمتر، كان لها تأثير كبير على نمط حياة الانواك الاقتصادية، حيث يعتمدون على الزراعة المطرية، ومن المحاصيل التي يزرعونها الشعير، الذرة، والسمسم، واللوبيا، والتبغ.
كما يقومون بتربية الأغنام والماشية، حيث يستخدمونها في التجارة وفي احتفالاتهم وتقدم كقرابين للأرواح، وكما هي التقاليد عند القبائل النيلية الأخرى يحتفظ الانواك بمنتوجاتهم الزراعية في حفر داخل الارض وهي ما تعرف بـ(المطامير)، ونسبة للهجمات المتعددة من جيرانهم خاصة قبيلة (المورلي) جعلتهم يحتفظون بأعداد قليلة من الماشية.
أطفال من الأنيواك - إثيوبيا |
ويعتقد أن منطقة الانواك لها مستقبل كبير فيما يخص الحياة البرية، حيث تمر عبر أراضيهم الحيوانات البرية مثل الأفيال، والأبقار المتوحشة، والبغال ذات الأذن البيضاء في رحلتها السنوية، وتعتبر هذه البغال مصدرًا مهمًا لـ اللحوم، إضافة إلى أنها جاذبة للسياح.
بالإضافة إلى وجود أشجار الصمغ، و(الشيا) التي تنتج حبوبًا زيتية ويمكن أن تستخدم في استخراج الزيوت أي أن هناك مستقبلًا في استثمار هذه الأشجار.
يستخرج الانواك أيضًا حبيبات الذهب من الأنهار المنحدرة من إثيوبيا، ويستخدم الذهب المستخلص في التجارة مع سكان المرتفعات بإثيوبيا، أو عمل الخرز أو تقديمه كمهر في الزواج.
نساء الأنيواك بجمالهن الذى يلفت الأنظار |
اللغة التى يتحدثون بها
تنحدر لغة الانواك من لغة اللو، وهي تفهم بنسبة (100%) عند من يتحدث بلغة الباري والشلك.
ينقسم مجتمع الانواك إلى عشيرتين، (تنق قوك) و(تنق اودولا) والتي دائمًا ما يكون بينهما تنافس على النفوذ والسيطرة، ولكل قرية عند الانواك (ناي) أي ملك، أو (كويى-لواك) يكون مسؤولا عن الشؤون الادارية بالقرية.
شعب الأنواك |
مجتمع الانواك مجتمع تعاوني
حيث تعتبر مشاركة الآخرين للموارد والممتلكات ضرورية، خصوصًا في أوقات المجاعات والامراض، ويشارك الانواك جماعيًا في بناء منزل الملك، وحصاد وزراعة مزرعته، وفي مقابل ذلك يقوم الملك بتقديم الاكل والشراب، وبعد اكتمال البناء يحتفل الجميع بالغناء والرقص لعدة أيام.
نشاطات شعب الأنواك |
طقوس الزواج عند الأنواك:
تسمى الفتاة البالغة (نياكو) والفتى (وادمارا) أي مستعد للزواج، حيث يدفع الفتى مهرًا من الخرز وقليلًا من الماشية.
الفتاة العروس تكون في منزل ابيها حتى اكمال دفع المهر أو نصفه، بعدها تنتقل إلى منزل زوجها.
لا يتزوج الانواك من الأقارب والذي يعتبر امرًا مكروها جدًا ووصمة عار اجتماعية حيث من يخالفها يعاقب بمغادرة المنطقة، كما أن لدى الانواك تقليد للمحافظة على نقائهم بعدم الزواج من أنثيات معينة مجاورة لهم.
عادة ما تتزوج ابنة (الملك) زعيم القبيلة من رجل غنى، والتحرش ببنات الزعيم قد يعرض الرجل إلى غضب الزعيم ومن ثم فقدانه لثروته، أو اختطاف ثلاث بنات من قرية الرجل.
ونتيجة لتقديم الخرز كمهر للعروس والذي يعتبر من ضمن ممتلكات الأسرة فقد يأخذه شقيق العروس لتقديمه كمهر لعروسه أي قد يتم تداوله في عدد من الأسر ونتيجة لعملية التداول هذه قد تنهار عدة زيجات في حالة حدوث طلاق في احداها اذ لابد من إعادة الخرز إلى صاحبه، خصوصًا عندما يصبح الخرز نادرًا.
احتفالية شعوب الأنواك |
الجانب السياسي والاجتماعي
تتكون قرى مملكة الانواك على شكل قرى كل منها لها زعيم مستقل، أحيانًا تحدث نزاعات بين هذه القرى للسيطرة على الزعامة (الملكية) أو الخرز (الذي كان يعتبر بمثابة العملة المتداولة).
وبسبب حالة عدم الامن التي كانت سائدة في تلك الفترة، فقد قامت الإدارة البريطانية بتنصيب ملك للملوك والذي يعرف بـ(ناى اقادا اكوي) وهذا النظام يشابه حالة المملكة الاثيوبية قديمًا، مما يجعل ملك الملوك مسيطرًا على الأوضاع فى منطقته، ويتم حضور جميع الملوك الآخرين (الزعماء) إلى مقر ملك الملوك لتقديم الولاء ويمكثون عنده لعدة أيام.
رجل من الانواك من جنوب السودان بمنطقة قامبيلا-أثيوبيا |
المعتقدات والعادات
تعتبر قبيلة الأنواك قبيلة متدينة جدًا، ولهم اعتقاد قوي في الأرواح التي يعود إليها الفرد بعد موته، ويجب على الشخص مخاطبة الراحلين عبر وسيط، أو عندما تتقمصه الارواح.
كما لديهم أيضًا اعتقاد خاص في مفهوم اللعنة، والمباركة، والتي لديها علاقة مباشرة بالثقافه الاجتماعية في مجتمعهم.
ولدى الانواك أيضًا تقليد ترك الوصية قبل الموت فمثلًا قبل موت الشخص، يجب عليه أن يملي وصيته لأحد يثق فيه، والذي يجعل من نفسه راعيًا للوصية بعد الوفاة، وهذا التقليد يؤكد أنه لا يمكن لأي شخص أن يخالف وصية الميت.
يسمي الأنواك الطفل الاول باسم (اوموت/أموت) والثاني (اوجيلو) ،اما الطفل الذي مات ابوه وهو لا يزال في رحم امه (اليتيم) فيسمى (اقوا) او (اوجالا) بمعنى الطفل المولود لرجل ميت، وأحيانًا يسمي الأنواك أطفالهم على شخصيات مهمة في مجتمعهم.
بعض أفراد من الأنواك على ضفاف نهر بارو في جامبيلا - أثيوبيا |
الحياه الثقافية والموسيقى والأدب
ويتم التعبير عنها في شكل قصص، أشعار، وغناء والتي تنتقل من جيل إلى آخر، وهناك آلات موسيقية أساسية هي (ثوم) كالجيتار، (بل) وهى طبل كبير، وبوق.
التطورات الأخيرة في مجتمع الأنواك
تم تنصيب الملك أو الزعيم والذي يدعى بـ(أدونقو اقادا) في عام 2001 ، وقام في مايو 2003 بعقد صلح بين قبيلة المورلي والانواك.
أسباب هجرة الأنواك
في 13 ديسمبر عام 2003 أدى نزاع عرقي في اقليم غامبلا إلى حدوث مجزرة راح ضحيتها أكثر من (400) مواطن من (متعلمي الانواك) وتشرد بسببها الآلاف، وهذه الأحداث القت بظلالها على الأنواك بالسودان، وأودت بحياة كثير من الأنواك في يوم واحد والمئات في الأشهر التالية، ويُزعم أن قوات الدفاع الإثيوبية قدمت دعمها أيضًا لسكان المرتفعات.
حسب منظمة العفو الدولية، وشارك الجنود الاتحاديون في عمليات القتل ولم تقم السلطات المحلية بأي محاولة لوقف العنف.
ومعظم سكان المرتفعات من الأقاليم الشمالية من أمهرة وتيجراي (وأوروميا أيضًا) من سكان إقليم جامبلا بعد إجبارهم على التحرك جنوبًا من منطقة الشمال في أواسط الثمانينيات.
عندما تولى منغستو هيلا مريام الحكم في الثمانينيات، أُجبر أكثر من 1.5 مليون إثيوبي على ترك مناطق إقامتهم وأدى ذلك لوفاة أكثر من 200.000 إثيوبي وإصابة الكثيرين بالأمراض، ووصف ذلك على أنه أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العقد.
ومنذ ذلك الحين يعيش بعض سكان المرتفعات الشمالية في جامبلا، مما أشعل الصراع الموجود بالفعل بين النوير والأنواك.
مما أدت هذه الظروف إلى هجرة الكثير من قبيلة الانواك خاصة بعد انهيار نظام منغستو في إثيوبيا واشتداد الحرب في جنوب السودان حيث هاجروا من مناطقهم إلى دول اوروبا وأمريكا وكندا.
طفلة جميلة من الأنواك |