دائمًا ما تقدم لنا محافظة بورسعيد الباسلة نجوم عديدة على المستوى الفني والترفيهي والرياضي تلألأت اسماءهم وذاع صيتهم على مر العصور وتعودت آذان عشاق كرة القدم على سماع تلك الاسماء ابرزها (السيد الضظوي، ومسعد نورالشهير بـ"الكاستن"، وابراهيم المصري الشهير بـ "مارادونا بورسعيد"، ومحمد زيدان).
السيد الضظوي أو محمد التابعي اسم يعرفه عشاق كرة القدم القدامى في مصر اجدادنا في عصرنا الحالي وآباء اجدادنا، ويصعب على الجيل الجديد معرفة تلك الأسطورة ولعل صعوبة الموقف تزداد أكثر لصعوبة رؤية تلك الأسطورة في أرشيف المباريات المصري أو حتى الأهداف بسبب عدم النقل التليفزيوني لكرة القدم في مصر في تلك الفترة لكن جميع إنجازاته وما قيل عنه مدونة رسميًا وعلى لسان الجماهير لذا دعونا نتحدث عن تلك الجوهرة التي لمعت في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.
 |
| السيد الضظوي في منتصف الصورة |
نشأته وانضمامه للنادي المصري
ولد محمد التابعي بمحافظة بورسعيد في 14 سبتمبر 1926 حيث كان يسكن في احدى بيوت حي العرب في شارع الثلاثيني سابقًا سعد زغلول حاليًا ويعد ذلك الحي من أعرق الأحياء بالمحافظة نظرًا لما ترتبط به من ذكريات وبطولات المحافظة في ذلك الحي،
التحق محمد التابعي بمدرسة "النيل الابتدائية المشتركة" ومدرسة "بورسعيد" الثانوية وحيث أنه كان شغوفًا بلعب كرة القدم دائمًا خلال سنوات دراسته لذا اشتهر بلعبه الكرة في دوريات المدارس وفي احدى المرات أثناء لعبه في دوري المدارس شاهده مدرب النادي المصري آنذاك "حسين الديب" وحفظ اسمه وعرضه على رئيس النادي المصري في تلك الفترة "عبد الرحمن باشا لطفي" (لطفي شبارة) والذي وافق على ضم اللاعب إلى صفوف ناشئي النادي وهو بعمر 14 عامًا.
ظهوره الأول وبداية تألقه
تم تصعيد محمد التابعي إلى الفريق الأول بالنادي المصري وكان يجلس على مقاعد البدلاء في بداية مشواره حتى أتت اللحظة الفارقة في حياته المهنية حينما غاب مهاجم الفريق في تلك الفترة "محمد لهيطة" عن مباراة مهمة في الشارع البورسعيدي وهي مباراة الديربي بين المصري ونادي بورفؤاد فما كان من حسين الديب إلا بالدفع بمحمد التابعي أساسيًا أمام بورفؤاد ولعب المباراة وقدم مستوى عالي وسجل هدفًا ونال إشادة الجماهير.
سر تسميته بالسيد الضظوي
اشتهر محمد التابعي بأنه يشبه اللاعب الإيطالي المحترف في صفوف النادي المصري في تلك الفترة "ديزي لوكيتي" لذا أطلقت عليه الجماهير اسم ديزي الصغير ثم تحرَّف الاسم بعد ذلك إلى أن أصبح الضيظوي ويقال أنه وُضِع قبل اسمه السيد للاحترام أي أنه السيد الضيظوي أو أن في الأصل اسمه محمد السيد التابعي لذا اشتق منه السيد ويتبعها الضيظوي.
 |
| الإيطالي ديزي لوكيتي الأول جلوسًا من على اليمين |
تألقه مع النادي المصري
استطاع السيد الضظوي أن يكتب اسمه بحروف من ذهب في قلوب عشاق النادي المصري حيث حقق معه لقب دوري منطقة القناة 6 مرات متتالية من عام 1943 إلى 1948 وقاد النادي المصري إلى وصافة كأس مصر ثلاث مرات
- موسم 1944-1945 حيث فاز الأهلي في المباراة النهائية 3-2
- موسم 1946-1947 حيث فاز الأهلي في المباراة النهائية 2-1
- موسم 1953-1954 حيث فاز الترسانة في المبارة النهائية 4-1
- حقق الضيظوي في ذلك الموسم لقب هداف الدوري المصري برصيد 15 هدفًا ليصبح أول هداف للدوري المصري.
- حقق السيد الضيظوي أيضًا لقب هداف الدوري المصري موسم 1949-1950 لقب هداف الدوري برصيد 13 هدفًا.
- حقق السيد الضيظوي لثالث مرة على التوالي لقب هداف الدوري المصري لموسم 1950-1951 برصيد 12 هدفًا.
ويصبح بذلك هداف أول ثلاث نسخ للدوري على التوالي، وكان ذلك التألق بوابة الضظوي إلى المنتخب المصري.
 |
| الضيظوي مع المصري |
انتقال الضظوي إلى الأهلي
بعد قيام العدوان الثلاثي على مصر خاصة محافظة بورسعيد رحل العديد من اللاعبين من النادي المصري وقام المصري ببيع لاعبه السيد الضظوي إلى النادي الأهلي بعد اتفاق أحمد عبود باشا رئيس النادي الأهلي في تلك الفترة مع عبد الرحمن لطفي باشا.
تاريخ الضظوي بقميص الأهلي
حيث لعب للنادي الأهلي لمدة خمسة مواسم من موسم 1956-1957 إلى موسم 1960-1961
حقق خلال تلك الفترة لقب الدوري المصري مع الأهلي 4 مرات
- موسم 1956-1957
- موسم 1957-1958
- موسم 1958-1959
- موسم 1960-1961
- موسم 1957-1958
- موسم 1960-1961
وعلى المستوى الشخصي حقق لقب هداف الدوري مع الأهلي مرة واحدة
- موسم 1958-1959
ونستعرض معكم سجله التهديفي مع الأهلي في الدوري العام في جميع مواسمه التي لعب فيها بقميص الأهلي
- موسم 1956-57 سجل 10 أهداف
- موسم 1957-1958 تفوق عليه السيد عطية "توتو" وصالح سليم بهدف ليصبح الضظوي 11 هدفًا وتوتو وصالح 12 هدفًا
- موسم 1958-1959 سجل 15 هداف وحصد هداف الدوري أيضًا
- موسم 1959-1960 سجل هدفان
 |
| صورة تذكارية للخطيب بجوار الضظوي |
رحلة الضظوي مع منتخب مصر
- انضم السيد الضظوي للمنتخب المصري أول مرة عام 1947 حيث شارك في مباراة ودية أمام المجر.
- شارك في اولمبياد لندن عام 1948.
- شارك في أولمبياد هيلسنكي عام 1952 وحقق المنتخب المصري فوزه على منتخب تشيلي في الدور التمهيدي للبطولة بنتيجة 5-4 حيث سجل الضظوي ثلاثة أهداف في اللقاء.
- حقق مع المنتخب بطولة كرة القدم في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1955 المقامة بإسبانيا وحصد السيد الضظوي هداف البطولة بواقع 4 أهداف.
قصته الشهيرة مع ملكة هولندا الملكة يوليانا
في احدى المباريات الودية لعب المنتخب المصري أمام منتخب هولندا واندهشت ملكة هولندا من آداء السيد الضظوي ومهارته العالية في استلام الكرة فظنت وجود مغناطيس بحذاؤه أو صمغ يجعل الكرة تلتصق بقدمه بهذه السهولة أو أنه يضع سحرًا في جواربه، فطلبت منه خلع حذاؤه واللعب حافيًا وفعل ذلك بالفعل وأبهر الجميع بمهاراته وقدراته على اللعب حتى وهو حافي القدمين.
 |
| الضيظوي على غلاف الصحف |
عودته مرة أخرى إلى المصري واعتزاله
عاد السيد الضظوي إلى القلعة الخضراء مرة أخرى ولعب من موسم 1961-1962
إلى موسم 1963-1964 حتى اعتزاله وبذلك يسدل الستار عن أسطورة مصرية وتنتنهي مسيرته في الملاعب طوال سنوات تألق حتى اطلق المتابعون عليه "الثعلب"
دخوله نادي المائة
أصبح الضظوي أول لاعب كرة قدم مصري يدخل نادي المائة باحرازه 138 هدفًا في مسيرته مع الأهلي والمصري حيث سجل مع المصري 89 هدفًا ومع الأهلي 41 هدفًا في الدوري و 8 أهداف في الكأس.
 |
| الضيظوي جالس على أرضية الملعب |
وفاة السيد الضظوي
توفي الضظوي يوم الثلاثاء 24 ديسمبر 1991 عن عمر يناهز 65 عامًا وتم دفنه بمسقط رأسه بمحافظة بورسعيد ورحل عنَّا في ذلك اليوم أسطورة الشارع البورسعيدي التي طالما تغنى بها أهل تلك المدينة.
 |
| الضيظوي في كبره |